وطني خارج وطني
٢٠١٧ - مستمر
مقدمة
وصل أول جسد مصري محنت تم إحضاره إلي هولندا في أوائل القرن السابع عشر. بعذ حوالي ثلاثمائة عام، انتقلت للعيش هناك. الحنين إلى وطني دفعني لأبحث عن مصر في بيتي الأوروبي الجديد. الغريب أنني لم أكن بحاجة للبحث لفترة طويلة.
المسلات و التماثيل و المعابد و المومياوات المصرية منتشرة في الوقت الحاضر في جميع أنحاء العالم. لقد تم التنقيب عنها و إستخراجها و شحنها إلي المدن الأوروبية، حيث أصبحوا أشياء في الأرشيفات المتراكمة لتعزيز الرواية الغربية عن الغزو الإمبراطوري. عندما واصلت مقابلة أجدادي القدماء في المدن الأوروبية ، بدأت في التساؤل عن سياسات هذه المجموعات وتأثيرها على كيفية ارتباطنا نحن المصريين بتراثنا. تساءلت: إذا كان يمكن للأثار أن تتحدث، فماذا ستقول؟
من خلال هذا العمل المستمر، أتفحص الهوس الغربي بمصر خلال أوائل القرن التاسع عشر وموروثاته المعاصرة. نتج عن هذا الإهتمام، الذي أشعلته الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون، مدنًا أوروبية بها مسلات في الساحات ، وتماثيل لأبو الهول على المباني ، ومومياوات في دور السينما.
معتمدة على تجربتة هجرتي الشخصية من مصر وحنيني إلى وطني، أقدم بهذا العمل سردًا مضادًا يستعيد تراثي ويحتج على تأطيره الاستعماري. من خلال عرض مشاعري على مجموعة مختارة من القطع الأثرية المصرية في أوروبا، أصور هؤلاء على أنهم رواة يتوقون إلى موطن أجدادهم. من خلال تشخيص الأثار، أبدأ بذلك حوارًا حول المعنى التاريخي والمعاصر لوجودهم في المدن المتاحف الأوروبية، حواراً غالبًا ما يكون غائبًا عن الخطاب العام.